منتدى حماة الشريعة

مرحبا بك زائرا في منتدى حماة الشربعة نتمنى أن نكون قد نفعناك في دنياك و أخرتك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى حماة الشريعة

مرحبا بك زائرا في منتدى حماة الشربعة نتمنى أن نكون قد نفعناك في دنياك و أخرتك

منتدى حماة الشريعة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى حماة الشريعة


    المشهد الدامي في غزة هل من تعليق؟..............بقلم : فضيلة الشيخ د.صلاح الصاوي

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 910
    نقاط : 2159
    تاريخ التسجيل : 31/08/2013

    المشهد الدامي في غزة هل من تعليق؟..............بقلم : فضيلة الشيخ د.صلاح الصاوي  Empty المشهد الدامي في غزة هل من تعليق؟..............بقلم : فضيلة الشيخ د.صلاح الصاوي

    مُساهمة من طرف Admin الإثنين أغسطس 04, 2014 10:52 am



    الرئيسية
    الفتاوى
    أرسل فتوى
    الأصل أن تبذل زكاة المال مالا، ويترك للفقير تدبير شئونه،
    السيرة الذاتية
    كتب .

    3

    أغسطس
    المشهد الدامي في غزة هل من تعليق؟
    مصنف في آداب وأخلاق, أحكام الجنايات, السياسية الشرعية, عقيدة طباعة التدوينة طباعة التدوينة

    المشهد الدامي في غزة هل من تعليق؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

    كذا فليجل الخطب وليفدح الامر!

    ماذا يقول المعلقون ومشهد الدماء يخرس الألسنة الفصيحة! ويلجم أفواه البلغاء والفصحاء! لقد فجرت العربدة الصهيونية وما ارتكبته من مجازر بشعة في غزة براكين الغضب في أعماق كل من يؤمن بالله واليوم الآخر، وكثير ممن يؤمنون بحق الإنسان في الحياة من غير المؤمنين كذلك! بعد أن تجاوزت كل حد، وفاقت كل خيال، وسوف تظل جرحا نازفا في ضمير أجيال كاملة، إلى أن يمُنَّ الله على هذه الأمة بتأييده، ويرفع عنها مقته وغضبه.

    لقد مرت غزة بفواجع من قبل، ولكن الجديد هذه المرة خيانة كثير من أصحاب المنابر وحملة الأقلام من بني جلدتنا، لكل ما تعارف عليه العرب والعجم من أبسط مبادئ الكرامة والنخوة والمروءة والأمانة! فاصبحو لأول مرة يصفقون للجلادين، ويهتفون بحياة الطغاة المجرمين، وينادون بالحرية لشاءول وأمثاله من بني صهيون!

    لقد قلقلت محنة غزة الإيمان في القلوب! وتزلزلت لها الثوابت الدينية والوطنية، ففضحت المنافقين والذين في قلوبهم مرض، فعرضت نفاقهم على الملأ يقرأه القاصي والداني وكأنما يقرأ من كتاب مفتوح!

    لو قيل لأرباب الخيالات الواسعة من كتاب الروايات والقصص العالمية: تخيلوا قصة يهتف فيها الضحية بحياة جلاديه، وينحاز فيها المرء إلى قاتليه، ما تخيل أبشع من هذا الواقع ولا أنكى ولا أصرح! وإن هذا ليذكرنا بقول شوقي في مسرحيته مصرع كليوباتره

    اسمع الشعب ( ديون) كيف يوحون إليه

    ملأ الجو هتافا بحياة قاتليه

    أثر البهتان فيه وانطلى الزور عليه

    ياله من ببغاء عقله فى أذنيه…!!

    ولكن هذه المرة ليس الشعب كله والحمد لله ولكنها قلة من الآبقين على دينهم وعلى وطنيتهم وعلى عروبتهم وعلى إنسانيتهم! ولكنهم أعلى صوتا وأكثر نفيرا!

    لولا العباءات التي التفوا بها ماكنت أحسب أنهم أعراب!

    إنها الفتن التي تقلقل الإيمان في القلوب! وتفضح المنافقين وتكشف عن خبيئتهم! وصدق الله العظيم إذ يقول ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب) وإذ يقول ( أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم)

    ويبقى النداء أن يعتصم المسلم بإيمانه، وأن يأرز إلى ثوابته العقدية والمنهجية، وأن لا يصغي لدجاجلة هذا العصر! وأن لا يراه الله في صف الخونة والمبطلين، فبين يدي الساعة دجالون كثيرون! وبين يديها سنوات خداعات! كما أخبر المعصوم صلى الله عليه وسلم فيما رواه أصحاب السنن من قوله صلى الله عليه وسلم قال فيه: «سيأتي على الناس سنوات خداعات: يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيهاالصادق، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، وينطق فيها الرويبضة» قالوا: “من الرويبضه يارسول الله؟” قال: “التافه يتكلم في أمر العامة”،

    إذا انحاز الناس إلى فسطاطين فسطان إيمان وفسطاط نفاق كان مع فسطاط الإيمان لا محالة، إذا انقسم الناس إلى فرقين فريق بقي على ولائه للملة والأمة، وآخر نكب عن الملة، وأدار ظهره للأمة، وانحاز إلى خصومها جهارا عرف المسلم موقعه ومع من يكون! إذا افترق السلطان والقرآن كان المؤمن مع القرآن لا محالة، إذا لم يستطع أن ينطق بحق فلا أقل من أن يمسك عليه لسانه فلا ينطق بباطل، إذا اشتبه عليه أمر القادة العلمانيين فلا أقل من أن لا يصدق كاذبا منهم على كذبه، ولا يعين ظالما منهم على ظلمه! وأن لا يشايعهم على شيء من ذلك بقول أو عمل! فإن هذا محكم مع أولي الأمر عامة، سواء أقيل بجورهم أم قيل بردتهم! بل هو محكم مع الناس عامة، فقد قال تعالى ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم وقفوهم إنهم مسئولون مالكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون ) وإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ : أَيْنَ الظَّلَمَةُ ، وَأَعْوَانُ الظَّلَمَةِ ، وَأَشْبَاهُ الظَّلَمَةِ ، حَتَّى مَنْ بَرَى لَهُمْ قَلَمًا ، أَوْ لاقَ لَهُمْ دَوَاةً فَيُجْمَعُونَ فِي تَابُوتٍ مِنْ حَدِيدٍ ، ثُمَّ يُرْمَى بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ !

    ثم نداء لكل من غمرت هذه المحنة نفسه بمشاعر الإحباط والمرارة! نقول له: لا تقنطوا من رحمة الله، ولا تيئسوا من روحه! فإن ما يجري إنما يجري بعلم الله جل وعلا وبحكمته، فلنحذر أن تتهم قدر الله عز وجل على أنفسنا بل نتهم أنفسنا ونرجع عليها بالملامة، ونوقن بأن ما أصابنا من جملة أقدار الله التي لا تنفك عن حكمته، أدرك ذلك من أدرك، وأفك عن ذلك من أفك؟ وأن ذلك كله قد جرى عن علم من الله عز وجل، ومشيئة غالبة، وحكمة بالغة! وإذا وجدت من يقول (أنى هذا؟!) سأجيبه بجواب ربي عز وجل (قل هو من عند أنفسكم ) ولسنا أكرم على الله من أصحاب نبيه الذين قال الله لهم ذلك يوم أحد! ذلك اليوم الذي نصر الله فيه نبيه صلى الله عليه وسلم، وإن كان المسلمون من حوله قد أصابهم القرح، ومسهم طائف من الهزيمة! كما قال تعالى ( ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه ) أجل لقد انتصر الإسلام في هذا اليوم وهزم المسلمون! ولو انتصر المسلمون رغم تلبس بعضهم بمخالفة القائد لكانت نكبة وكارثة، لا تعدلها جراحات المسلمين في ذلك اليوم مجتمعة! فلنراجع أنفسنا ولنجدد توبتنا ولنبذل قصارى ما يمكن بله لنجدة إخوتنا ونصرتهم، ثم نستبشر بفرج قريب، ورب لطيف مستجيب!

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:04 am